ڼار الحب والاڼتقام

موقع أيام نيوز

الفصل 28


حلقه((28))

مرت تلك الليله بـ طابع حزين ختم علي قلوبهم وكل منهم يتذكر نظرة الآخر له ، تلك النظره المليئه بالعتاب وهي تخبره بأنه لم يتوقع منه ذلك الچرح الذي سببه له حتي وإن كان كل منهم مرغوما ..

ظل عمار علي سريره لبعض الوقت وفؤاده لا يرغب سوي بإخماد نيران عشقه لها علي الرغم من ألمه ، ود لو أنه يستطيع أخذها الي صدره وضمھا بكل قوته والنوم بين أحضانها ولكن لم يقوي علي ذلك وأخذ يتذكر كل ما كانت تحكيه له من معاناتها أثناء خطڤها وعقله يرسم تلك المشاهد پغضب شديد وبتلك اللحظه لا يود سوي ان يهدم كل ما حوله ويقلب الأرض رأسا علي عقب كلما تذكر ما فعلوه بها ، يلعن تلك اللحظات ويلعن الظروف التي وضع بها واجبرته علي عدم البحث عنها ...... ويلعن غبائها وعدم ثقتها به التي تسببت بكل ذلك ..

ما أن أرهق رأسه التفكير حتي غلبه النوم ولم يشعر بجسده المنهك الا في اليوم التالي بعدما نام أكثر من عشرون ساعه متواصله ..

مر يوما يليه الأخر والأخر وهو لم يتحدث معها أو يراها وعلي الرغم من شوقه الشديد لها ولكن أخذ يهلك نفسه بالعمل وكذلك تلك الأوضاع الامنيه التي علي وشك الاڼهيار بدلوف الحړب ..

بعدما مر اربعه أيام عرف عمار أن ذلك اليوم ستعود به للعمل مره اخري ... أخذ يفكر بشئ ما يفعله

وعلي الناحيه الأخري استعدت زينه بذبول شديد وأرهاق بعدما نحف جسدها أكثر وتدهورت حالتها النفسيه ولم تقوي علي التفكير سوي برؤيته فقط والأرتماء داخل صدره وهي تبث له حاجتها إليه وشوقها أيضا ، كان الألم يعتصر فؤادها كلما تذكرت أنه بعيدا عنها ولم تقوي علي أن تحتضنه 

لم تقوي علي النظر بعينيه أو الارتواء منهما 
شعرت بأنها مازال بداخلها الكثير والكثير ليسمعه منها ، مازال هناك كلمات لم تُقال وشوق لم يُعَبٌر عنه 
أرادت فقط أخباره بأنها تعشقه حد الثماله وان كل ذلك كان غلطه حمقاء منها ، لا تريد سوي حبيبها بجوارها حتي وإن كان بروحه فقط ..تكفيها أن تحاصرها وتشعر بها معها

ذهبت زينه بعدما ارتدت الزي الرسمي إلي مقر عملها والتي كانت عباره عن مبني ضخم بجوار مقر التدريبات به ادوار متعدده ، أشارت إليها أحدي السيدات العامله بتلك الهيئه واخبرتها بمكانها وطبيعه عملها مع زملائها ..

جلست زينه بـ بعض الريبه قليلا من هيئه المكان وضخامته ، فتلك المره الأولي التي تخرج بها للعمل بمفردها ، سرحت بخيالها قليلا وهي تتخيل بأن عمار بجوارها وهو من يوصلها في ذلك اليوم الأول الي هنا وهو يودعها بقبلات حاره ويدعوا لها بالتوفيق وبين الحين والأخرى يسرق نظرات لها حينما يشتاق إليها أو يتصل بها ..

أرتسمت ضحكه لاشعوريا علي محياها لمجرد تخيلها بذلك الأمر ولم تنتبه الا علي صوت أحدهم يقف بجوارها ، نظرت إليه بجمود بعض الشئ واختفت بسمتها مردده :

- إفندم ؟؟ مين حضرتك ! وكنت بتقول إيه ؟

أبتسم ذلك الشاب تلقائيا مرددا :

- بقولك انتي البشمهندسه الجديده اللي معانا ؟ كنت برحب بيكي مش اكتر ! لكن انتي مكنتيش معايا خالص

أبتسمت زينه بمجامله بعض الشئ :

- أسفه كنت سرحانه شويه !

مد لها يده ومازال يبتسم لها ببشاشه :

- ولا يهمك ! انا اسمي علي وأنتي ؟

ترددت كثيرا قبل أن تصافحه ولكنها فعلت ذلك كي لا تحرجه مردده برسميه :

- وأنا زينه ! .... زينه شرف الدين

سحبت زينه يديها مسرعه من يديه وعادت تنظر حولها وأنضمت اليهم فتاه أخري تدعي سهيله ورحبت كذلك بزينه وأخذت تتحدث معها بعض الوقت وهي تطلعها علي طبيعه العمل هنا واستوعبت زينه ذلك مسرعا..

ولكن بين الحين والأمر كان يحتل عمار تركيزها وترتسم تلك البسمه تلقائيا علي محياها كلما تذكرت شيئا من ذكرياتهم سويا ،، فـ حتي أن غادر الأشخاص لن تهجرنا ذكرياتنا معهم..
كانت شارده ولم تشعر بـ تلك الأعين التي كانت تراقبها كلما تبتسم فتضحك هي الأخري علي تلك الأبتسامه ..

ما أن أتت فتره الراحه والتي لم تتجاوز النصف ساعه قررت زينه أن تذهب لرؤيه عمار وتتحدث معه ، لا تدري بما ستخبره ولكن حتما هناك شيئا ستقوله له ، لم تفكر كثيرا وقررت أن تترك قلبها هو من يتحدث بدلا منها لربما شعر قلبه هو أيضا ورأف به ..

وصلت إلي المبني الأخر الخاص بالمقر وصعدت إلي الطابق المتواجد به مكتبه ولكن قبل أن تدخل أخبرها ذلك الجندي الحارس بأن المقدم عمار ليس متواجدا بالداخل ، سألته متي سيأتي وأعلمها أنه لا يعرف تلك الأمور ..

مضت من أمامه في أحباط وحزن شديد وأخذت تجر قدميها عائده مره اخري إلي عملها ولكن قبل أن تهبط الدرج استوقفها صوت جعلها تقف في توتر وخوف بعض الشئ وهو ينادي عليها

نظرت زينه للخلف ولم يخيب ظنها وكان اللواء نزيه ، تحركت مسرعه تلبي نداءه في إحترام شديد وتوتر مريب أيضا ، أخبرها بأن تدلف مكتبه للتحدث معها بالداخل وما أن جلست أمامه في ترقب شديد وقلبها يدق پعنف وهي لا تدري لما أستوقفها ..

جلس علي مكتبه ونظر إليها مرددا :

- إيه اللي جابك هنا ؟ ده مش مكان شغلك .

أبتلعت زينه ريقها پخوف ورددت بتلعثم :

- عارفه يا فندم لكن ..... كنت حابه .. اشوف عمار ، كنت عايزه أتكلم معاه فـ......

قاطعها بلهجه صارمه بعض الشئ :

- تتكلمي معاه في إيه ؟ هو أحنا هنا بنهرج ده مكان شغل ومقر عمل مش اوضه نومكم يا بشمهندسه ، يعني في قواعد وقوانين ثابته هنا ولما وافقت انك تتعيني هنا كان عشان عمار في البدايه قبل ما تثبتي كفائتك لكن باللي انتي بتعمليه ده ھتأذيه وهتضريه في شغله زي ما أذتيه في حياته وجرحتي قلبه ..

لمعت عينيها بالدموع مصدومه وهي تردد :

- انا ؟؟؟ .... انا عايزه أضر عمار في شغله ! ده أنا اكتر واحده نفسي اشوفه ناجح وفخوره بيه

أجابها بتلك اللكنه الحاده الغاضبه :

- كنت مفكر كده لكن للأسف انتي فعلا بتأذيه وبتشوشي علي عقله وتركيزه ، من يوم ما عرفك وهو متغير لدرجه ان من خوفه عليكي جابك معاه هنا وكنت معتقد أنه هيكون أعقل من كده ويفصل بين الشغل وحياته الشخصيه لكن أنتي بتأثري عليه بالسلب .... وجودك هنا معاه غلط أصلا من يوم ما جيتي وهو بيدفع تمن انك تكوني جنبه في شغله ، بسببك كان هيتفضح ڤضيحه كبيره واسمه اللي بناه ف سنين هيتهد في يوم وليله وبسببك بقي بيتصرف بقلبه ومشاعره بقت بتسيطر عليه ومبيتحكمش في غضبه وده غلط وبسببك وبسبب اللي حصلك واللي حصل بينكم حاليا حالته النفسيه مش كويسه وده مش عاجبني في الأيام اللي احنا فيها ، الوقت الحالي انا مش عايز عمار اللي بيحبك مهما كانت نوع العلاقه بينكم أو وصلت لفين سواء مراته أو غيره .. لكن اللي بطلبه منك دلوقت لو بتحبيه فعلا بلاش يا بشهندسه ! بلاش تضيعيه أو تأذيه اكتر من كده وركزي في شغلك لحد ما الفتره دي تعدي والحړب تنتهي ..
رجاءا .. لو بتحبيه فعلا

خانتها عبراتها وخرج صوتها مخټنقا بشده وهي تنهض أمامه:

- حـ حاضر .... وأنا أسـ أسفه .... أكيد انا مش عايزه أذيه ولو حضرتـ حضرتك عايزني اسيب الشغل كله هنا .. انا معنديش مانع وتحت امرك

علي الرغم من أنه شعر بألمها أيضا ولكن تلك الخطوه كانت جاده ولابد منها ، ردد بهدوء بعض الشئ :

- لأ انا مقلتش كده ! انتي مكانك وشغلك هنا وهتفضلي معانا .. اظن انتي وصلك انا عايز أقول ايه ؟

هزت رأسها وهي تجفف عبراتها فأمرها بالانصراف ، اخذت تجر قدميها مسرعه كي لا ټنهار أمامه أيضا ..

وما أن فتحت الباب وقبل أن تطئ بقدمها خارجه حتي وجدت عمار يقف بـ وجهها ، صډمه ومفاجأه تملكت كل منهم وأخذ يدق قلبيهما بـ عڼف

ألتقت عينيهم في عتاب شديد ونظرت إليه زينه بنظرات لم يستطع عمار تفسيرها ، ساد الصمت بينهم وفقط عينيهم هي من كانت تتحدث ، كان عمار يحتضنها بدفئ عينيه ليروي شوقه لها منهما ، ود لو كان بأستطاعته ضمھا إليه ولكن كل ما حوله يحول ضد ذلك ..

وبينما هو كاد أن يتحدث حتي أسرعت هي من أمامه ولم تسمح له بذلك ، نظر عمار لطيفها وقلبه يخفق بحزن وحيره ..

دلف الي مكتب اللواء نزيه ومعه ذلك الشخص الذي كان ممسكا به بيديه حينما رآه خارجا من مكتب العقيد منصور وما أن وقف أمامه حتي نقل بصره بينه وبين عمار يسأله:

- مين ده ؟

تعجب عمار پصدمه بعض الشئ:

- أفندم ؟ هو ايه اللي مين ده ؟ ده انا اللي جاي أسألك مين ده وبيعمل إيه أصلا معانا ؟

- يعني إيه احنا هتفضل نرد علي بعض سؤال بسؤال ولا إيه مش انت اللي جايبه ؟

- يعني حضرتك متعرفش مين ده ! .... طيب انا أقولك .. 
ده المهندس اللي طلع معانا المهمه أو بمعني آخر اللي ودانا في داهيه كلنا ولولا وجود زينه كنا زماننا دلوقت چثث بيتمثل بيها .. فـ حضرتك دلوقت ممكن توضحلي الشئ ده اسمه مهندس إزاي وايه اللي طلعه معانا المهمه دي ؟؟

رمقه اللواء نزيه مره اخري بذهول شديد ، ليس ذلك الذي اختاره ليطلع معهم المهمه بل كان أحدا اخر ، نهض من مكانه وسأله :

- انت أسمك إيه يا أبني ؟

ردد حامد بتلعثم شديد وقلق :

- حـ حـامد يا باشا !

نظر لعمار مره أخري بتأكيد :

- مش هو يا عمار أنا اللي أخترته بشمهندس تاني اسمه علي (نظر لحامد) انا اختارتك يا ابني ولا شفتك أصلا ؟

هز حامد رأسه پخوف شديد وهو يجيبه بالنفي وعاد يسأله مره أخري :

- اومال طلعت معاهم إزاي ؟؟

أجابه بتلعثم وخوف :

- القـ القائد منصور هو اللي طلعني قبل المهمه بكام ساعه حضرتك وانا مكنتش اعرف حاجه لا عن المهمه ولا عن طبيعتها وعمري ما طلعت مهمات قبل كده فمكنتش عارف أعمل ايه ؟

وقبل أن يتحدث عمار أمره اللواء نزيه بالأنصراف فغادر حامد المكان مسرعا وكأنه فلت من حكم الأعدام بينما جلس عمار علي المكتب في تفكير وحيره :

- أنا مش فاهم حاجه ! منصور اختاره ازاي ده متخلف ده غبي مبيفهمش حاجه لا في البرمجه ولا الكمبيوتر ولا الهكر ولا أي زفت نيله ده اشتغل معانا ازاي ؟؟؟

لم يتلقي ردا منه بينما كان ينظر أمامه في شرود شديد وصمت استغرق عده ثوان قبل أن ينظر لـ عمار بجديه :

- إلا قولي يا عمار ! .. فاكر اليوم اللي كنت فيه مع ابو الدهب وكان معاه تصريحات بيوريها لعساكر الجيش ويمر بيها بالشحنات اللي معاه بدون تفتيش ..

تذكر عمار ذلك الأمر وأسرع يجيبه بتأكيد :

- أه طبعا فاكر ، وقتها أنا أستغربت جدا ازاي تصريح زي ده معاه

- وتصريح زي ده مين يقدر يطلعه ؟

فكر عمار سريعا وأجابه بثقه:

- أنا أقدر أطلعه بالامتيازات اللي معايا لكن غير كده ميطلعش غير من اول رتبه عقيد .

أضاف اللواء نزيه بتفكير أيضا :

- ومحمد كان دراع ابو الدهب هنا ومنصور كان بيساعد محمد في كل حاجه واتفقوا مع بعض يوقعوك ده غير المهندس اللي طلعه معاكم علي غفله مني واستبدله بحد تاني عشان يضيعكم ....

أبتسم عمار بمكر بعدما فهم ما يشير إليه اللواء نزيه الذي نهض فجأه مرددا :

- انا لازم اروح دلوقت اقابل مدير المخابرات الحربيه شكله كده منصور هيشرف مع محمد قريب .. ( نظر إليه ) المهم جهز نفسك عشان انت اللي هتطلع لـ مسح الاراضي كلها أستعداد لأي هجوم ..

أشار عمار لنفسه بذهول وفجأه :

- انا يا فندم !

أجابه بتأكيد وحسم :

- أيوه أنت امال انا ! معاك فريق كامل طبعا لكن طيارتك انت اللي هيكون فيها القياده والأوامر هتطلع منك .. حاجه زي دي مفيهاش هزار إحنا مش عارفين الھجوم هيحصل في أي وقت بعد الضربه اللي علمنا عليهم بيها .. واتطمن كل الجيش علي أتم الأستعداد وأول ما تدينا أشاره لأي انذار هنبتدي نتحرك !

- بس يا فندم هغيب كتير عن هنا أحنا هنعمل مسح لأرض سيناء بأكملها

- نــعم ؟؟ تــاخد وقت ؟؟ وانت وراك إيه ؟؟ ولا ده مش شغلك باين ولا ايه بالظبط ؟؟ في إيه يا عمار نفذ الأوامر خلال ساعتين الطيارات هتكون مستنياك ؟؟

قدم له عمار التحيه العسكريه علي مضض وإيماء وبينما هو يخرج من الغرفه حتي استوقفه صوت عمار فعاد اللواء نزيه ينظر إليه :

- خير ؟؟

كان عمار في تردد شديد ولا يدري بما سيقوله له ولكنه ردد :

- هي زينه كانت هنا ليه ؟

أستدار له اللواء نزيه وربع ذراعيه في نظره صارمه :

- قولتلي زينه ااااااه !! ... كانت هنا بتستفسر علي حاجه في شغلها الجديد وانا عرفتها مين اللي يساعدها وتسأله مفيش داعي تيجي هنا عشان حاجه زي دي ..

لم يقتنع عمار مطلقا بتلك الاجابه وكان قلبه يخبره بأنها كانت هنا فقط لرؤيته ، كاد أن يتحدث مره اخري فأسرع اللواء نزيه بحزم شديد :

- ياريت تركز في شغلك يا سياده المقدم يكون أفضل لحد ما تعدي الأيام دي علي خير ..

- تمام يا فندم متقلقش ! انا دائما عند حسن ظن سيادتك

- اتمني ..

خرج اللواء نزيه وكذلك عمار الذي أخذ يفكر مليا وهو غير مقتنع بأنها أتت هنا لتسأل عن العمل فقط ، نظره عينيها لم تخبره بذلك بل أرادت قول الكثير ولكن شعر بعجزها ..

فكر بشئ ما يفعله قبل أن يذهب مغادرا الكتيبه وأبتسم في رضا لذلك الأمر ..

*****************************************

وبداخل المشفي العسكري وبعد أن أنهت عملها ، التقطت مفاتيح سيارتها وقبل أن تأخذ شنطتها رفعت بصرها فجأه فوجدته يقف أمامها ، دق قلبها مسرعا ولا تدري أكان سبب تلك الدقات هو خضتها من ظهوره فجأه أمامها ام سببا أخر ، ولكنها نظرت اليه محاوله أخفاء توترها وربعت يديها :

- خير يا سياده الرائد !

أبتسم لها معتز بتوجس وهو يرفع يديه إليها والتي كانت مچروحه وټنزف أمامها مرددا:

- جاي اخيط إيدي ! ممكن ولا إيه؟

نظرت إليه بسنت بقلق شديد ثم عادت تنظر لعينيه وشعر هو بذلك القلق ، وعلي الرغم من ضيقها منه لم تستطع أن تخبره بأنها انتهي عملها وهناك من يجب أن يفعل ذلك ولكن قلبها لم يقوي علي قوله له ، وضعت أغراضها مره اخري ورددت بجمود :

- اتفضل أقعد هنا !

دلفت إليهم ممرضه وأحضرت إليها جوانتي طبي ومعها المطهر وادوات الخياطه ووقفت بجوارها مما أزعج معتز بشده

أمسكت بسنت بيديه وأخذت تنظفها له بصمت شديد وبعدما أنهت ذلك ووضعت له بنج موضعي وشرعت في الخياطه ..

كان معتز غير مكترث لأي شئ من ذلك وكان ينظر فقط لعينيها وتعابير وجهها وهي تفعل ذلك وبينما وجدها كادت أن تنهي ذلك الأمر حتي نظر للممرضه التي معها مرددا :

- ممكن لو سمحتي كبايه مايه !

اومأت له إيجابيا وخرجت تحضرها له بينما ابتسمت بسنت بتهكم وهي تنهي اخر غرزه :

- كان ممكن علي فكره تقولها أمشي من الأول عادي !

ضحك معتز بقوه :

- إيه ده انتي عرفتني إزاي ؟ ...

نظرت بسنت خلفها مسرعه قبل أن تعود ببصرها إليه مردده :

- إذا كانت هي كمان فهمت وخرجت والدليل علي كده ان الميه وراك اهيه لكن هي عرفت انك بتطرقها ومشيت .. المهم خير يا فندم !

هرش معتز برأسه في توتر مضحك مرددا:

- هو انا مفضوح أوي كده ؟؟

- عايز إيه يا سياده الرائد ؟ اتفضل

- ممكن بلاش الوش الخشب ده !

- ده اللي هو إزاي يعني ! المفروض اشوفك اقوم اتحزم وارقص ؟

- ياريت والله ....

- إفندم ؟؟؟؟

- يخربيتك رخامتك علي اللي يهزر معاكي !

استدارت بسنت للخلف وألتقطت شنطتها مره اخري مررده في حده:

- تمام طالما جاي تهزر فـ أنا اسفه ده خارج نطاق شغلي واتأخرت أوي بصراحه عن أذنك !

وقبل أن تخرج من أمامه أمسك بيديها يستوقفها :

- ما هو برضه كان وقتك انتهي وكنتي خارجه ومع ذلك استنيتي وخيطتي إيدي وده برضه مش خارج نطاق شغلك ولا إيه ؟

رمقته بسنت بذهول شديد وغيظ بينما ابتسم هو لأثاره ڠضبها مضيفا :

- انا اسف يا بسنت ... متزعليش مني !

علي الرغم من ضيقها ولكنها هدأت من روعها قليلا ودق قلبها بمشاعر غريبه لأول مره تحاصرها وهي تتطلع لملامح وجهه الرجوليه وتلك النظره الدافئه بعينيه .. رددت بجمود مصطنع :

- علي إيه ! .... هو في حاجه حصلت تستاهل الأعتذار ؟

أتسعت إبتسامته لها بحب شديد مما زاد من توترها اكتر :

- متبقيش رخمه بقه ! وقتها كنت متعصب شويه وطلعت غيظي عليكي إنتي ، وانا مبهربش منك ولا حاجه بدليل إني جايلك اهوه وبعتذرلك

- وإيه اللي اتغير يا معتز ؟

فكر قليلا وعاد ينظر إليها :

- خلي كل حاجه لوقتها المهم اني مش عايزك زعلانه مني !

اشاحت بسنت وجهها بعيدا في محاوله منها لأخفاء توترها والهروب من حصار عينيه .. 
ولكن تجرأ معتز ولا يدري كيف فعل ذلك ورفع يديه الي وجهها ممسكا بها من ذقنها واداره إليه لتلتقي عينيهم في نظره طويله صامته وفعل معتز حركه بوجهه مضحكه فانفلتت ضحكه مرتفعه من بسنت فجأه ..

أخذ معتز يضحك هو أيضا علي ضحكتها تلك مرددا بهيام :

- انا طالع مهمه وأحتمال أطول شويه وجيت اودعك قبل ما امشي !

نظرت له بسنت بقلق ورددت بجديه :

- مهمه إيه تاني خير !

- لا متقلقيش دي حاجه بسيطه خير ان شاء الله ..

- طيب ترجع بالسلامه !

فعل معتز تلك الحركه مره اخري وضحكت هي ثانيه فررد قبل أن يغادر:

- مع السلامه ...

وبينما هو يخرج من الغرفه حتي أستوقفه صوتها وهي تنادي عليه ، نظر إليها سريعا وهو يقف علي الباب ، تلعثمت هي ولا تدري لما فعلت ذلك وبما ستقول له ولكن خرج صوتها مرددا:

- عملت إيه في موضوع حبك الأول ! لسه مختارتش حل من التلاته !

أتسعت ابتسامته بقوه وخفق قلبه هو أيضا مرددا :

- أخترت طبعا ! .. لكن زي ما قلت لك خلي كل حاجه لوقتها

خرج مسرعا من أمامها وتنهدت هي بشعور غريب ، تناولت مفاتيحها مره اخري وخرجت هي أيضا ولا تشعر سوي بسعاده كبيره مبهمه اقټحمت حياتها فجاه وأخذت تتذكر تلك الحركه التي كان يفعلها بوجهه وهي تضحك مره اخري..

وكان القلب علي مشارف نبض من نوع اخر ..

*****************************************

وبداخل المبني التي تتواجد به زينه كانت تجلس أمام الجهاز الخاص بها وتفعل به بعض الاشياء وبين الحين والأمر كانت ټخونها عبراتها ولكن ظلت علي تلك الحاله الجامده غير منتبهه أيضا لذلك الذي ظل يراقبها وبداخله حيره شديده وهو لا يدري أينهض ويسألها ما بها أم يظل بمكانه ولا يفعل شيئا حيث أنها مازالت جديده هنا ولا يعرف طباعها ..

ظن انها لربما مچروحه من حبيبها أو خطيبها فأخذ يراقب يديها ولم يجد بها أي خاتم خطبه أو زواج ، تبسم بأرتياح ونهض اليها ..

حمحم علي بحرج فانتبهت له زينه ونظرت إليه بجمود :

- خير يا بشمهندس !

حاول علي ترتيب كلماته واجابها بلطف شديد :

- انا بس حابب أتطمن عليكي ، من وقت ما جيتي وإنتي بټعيطي فحبيت أعرف مالك ده لو مش هيضايقك يعني .. لو تعتبريني صديق هكون سعيد جدا ... وكمان لو حاسه ان في أي حاجه واقفه معاكي انا أقدر اساعدك ....

وقبل أن تنظر له زينه وتجيبه استمعت هي وهو وكل من بالمكان لذلك الصوت الغاضب الذي دب الخۏف بقلوب الجميع واولهم ذلك المدعو علي :

- وانت هنا بقي يا روح امك عشان تشوف شغلك ولا عشان تتصاحب وتتنحنح للمهندسين الجداد !

نظر جميع من حوله بريبه شديده ولا احد منهم يفهم ماذا حدث ! دق قلب علي سريعا ما أن رأي ذلك الڠضب علي ملامح عمار فـ هو يعرفه جيدا ، شعر بتوتر شديد وهربت الكلمات من لسانه وهو ينظر إليه :

- يا قائد أنا ... بس شفتها متضايقه .. حبيت بس انـ......

عاد صوت عمار غاضبا حادا عڼيفا :

- وانت مـــالك هو ده شغلك ! ..

نكس علي رأسه بحرج شديد مرددا في اعتذار :

- انا اسف يا فندم ... عن أذنك ..

وما أن رآه يبتعد عائدا الي مكانه حتي وجد سهيله تقف أمامه بتوتر شديد مردده بأبتسامه واسعه :

- نورتنا يا قائد حمدالله علي سلامتك من المهمه !

رمقها عمار بإيماء ولم يجيبها ثم نظر لزينه بحنق شديد وأمسك بها من ذراعها امامهم علي الرغم منها وهي لا تفهم اي شئ وقلبها يخفق بقوه وأنفعال وما أن توقف بها علي جانب حتي تحدث پغضب مكتوم :

- هو إحنا جايـــين هنا عشان نشتغل ولا عشان إيه بالظبط ؟

تطلعت إليه زينه پألم وڠضب مماثل مردده :

- وانا عملت إيه مش فاهمه ؟ وبعدين حضرتك جايلي هنا ليه ؟ ده مش مكان شغلك

- وهو انتي اللي هتقوليلي اروح فين وأجي منين ولا إيه !

كتمت زينه أنينها ورددت بجمود وتهكم :

- لا العفو يا سياده المقدم !

راقب عمار تعابير وجهها ورأي عينيها التي تحاول منع دموعها مرغمه وإرتعاش شفتيها من شده الحزن والتوتر ، لم يقوي علي الڠضب أكثر من ذلك وهدأت نبرته وردد بهدوء:

- كنتي جايــه المكتب ليه النهارده؟

أخذت تتذكر كلمات اللواء نزيه واعتصر فؤادها ألما وأجابته دون النظر لعينيه :

- حاجه متخصكش يا فندم ! .... وبعد أذنك عشان عندي شغل وياريت حضرتك كمان تهتم بشغلك وتديله كل وقتك .. دي اهم حاجه ، مفيش اي حد ولا أي حاجه تانيه تستاهل انك تخاطر بنفسك وبأسمك وسمعتك عشانها

شعر بالحزن والألم بلكنتها ونظر لها بإبهام وحنو :

- إنتي بتتكلمي كده ليه ؟ حاجه إيه وحد مين ما توضحي كلامك !

- مفيش حاجه تتوضح ولا في كلام أصلا ، انت سبتني بقالك كام يوم والظاهر هتكمل باقي عمرك ... (رمقته بإنكسار وعتاب شديد) متشغلش بالك بيا يا فندم .. واعودك اني مش هكون سبب في اذيتك مره تانيه .... وعشان مضرش سمعتك ياريت ترجع شغلك وسيبني انا كمان أشوف شغلي

تحركت قدميها من أمامه وما أن استدارت حتي وضع يديه علي كتفها فسرت رجفه بجسدها وقلبها ايضا ، أدارها إليه ببطئ ونظر لعينيها فرفعت بصرها له وأخذت تتطلع لعينيه بشوق ولوم وحب شديد مقيد باغلال لم يستطع أي منهم تحريره

بينما حاول عمار جاهدا أن يصل لأي سبب خلف تلك الكلمات التي ألمته هو أيضا قبل أن تؤلمها.. 
علي الرغم من أنه مازال مجروحا منها وجرحه لم يتوقف عن الڼزف ولكن هو أيضا لا يريد أي شئ اخر أن ېؤذيها أو يجعلها حزينه الي تلك الدرجه ..

لم يفعل شيئا سوي أنه أمسك بيديها واعطي لها علبه مغلفه وهو مازال ينظر لعينيها ثم تركها وغادر المبني بأكمله ..

شعرت زينه بأن روحها هي من غادرتها وابتعدت عنها .. نظرت الي تلك العلبه وفتحت غلافها حتي وجدته هاتفا محمولا جديدا من احدث الطراز ومعه شريحه أيضا ..

أبتسمت بحزن وعادت ببطئ الي مكانها وبيديها تلك العلبه ، وما أن جلست حتي وجدت من يقترب منها بعدما كان يقف علي زاويه معينه ويراقب ما كان يحدث بينها وبينه ..

وقبل أن يتحدث أسرعت إليها سهيله بذهول شديد :

- يا بنت الإيـــــــه؟؟؟ .. إنتي تعرفي المقدم عمار المصري ؟؟ وليكي كلام معاه وكده !! ده قفل يا بنتي عمره ما كلم بنت ولا أداها ريق حلو ابدا .. عملتيها إزاي دي ؟؟

شعرت زينه بالحزن مره أخري بعدما أستمعت إليها وكأنها تخبرها بخطئها حينما شكت به وصدقت كلام محمد ، هزت رأسها بجمود وعادت تنظر للهاتف الجديد فعادت سهيله مره اخري تنظر إليها والي ما بداخل تلك العلبه مردده في صډمه كبيره:

- يا نهار أبيض وجايبلك الموبايل ده هديه كمان ! انتي عارفه ده تمنه كام ؟؟ ... هو انتي تعرفيه منين يا زينه ؟

شعرت بالضيق من حديثها وكادت أن توقفها عند حدها وتخبرها بأنه زوجها ولكن تذكر كلمات اللواء نزيه فكتمت غيظها علي الرغم منها واجابتها بفتور:

- أعرفه من زمان كنا جيران من واحنا صغيرين .. جاوبتك كده ارتحتي ؟؟

- مالك يا زينه انا بس مستغربه مش اكتر !

وكادت أن تمد يدها علي علبه الهاتف وتخرجه منها في ضحك وذهول:

- علي العموم شكلك متضايقه لكن ما علينا وريني كده الموبايـ..............

شعرت زينه بالڠضب الشديد لمجرد انها كادت أن تلمس شيئا خاص بها وتحديدا إذا كان ذلك الشئ من عمار ، سحبت زينه العلبه مسرعه من يديها مردده پغضب :

- لو سمحتي متمديش إيدك علي الحاجه اللي مش ليكي وركزي في شغلك ملكيش دعوه بيا ...

شعرت سهيله بالأحراج الشديد وانسحبت من أمامها في اعتذار وضيق أيضا .. بينما أبتسم علي بحزن وهو يري الغيره الشديده والنيران التي كادت أن ټحرق سهيله ما أن لمست تلك العلبه .. بات متأكدا من أن زينه تحمل مشاعر تجاه عمار ، عاد الي مكتبه بحزن وڠضب وهو يفكر كيف يصرف نظرها عن ذلك الأمر ...

وبالمساء حينما انتهي دوام العمل وذهب الجميع الي مأواه وبينما زينه بطريقها إلي مقر سكنها حتي وجدت من يستوقفها بطريقها وهو ينادي عليها .. التفتت له زينه ونظرت له بأستغراب ورددت بلكنه عڼيفه بعض الشئ:

- نــعم ؟ عايز إيه يا بشمهندس ؟

وضع علي يديه خلف رأسه في توتر ثم أضاف:

- كنت بس عايز أسألك إنتي إيه علاقتك بالمقدم عمار ؟

رمقته زينه باحتقار واردفت پغضب:

- وأنت مالك ده شئ ميخصكش ...

- ممكن تهدي وبلاش العصبيه دي ، انا مش عايز غير مصلحتك والله ومش حابب أن قلبك يتكسر أو تحطي أمال وتمشي ورا سراب ..

- قصدك إيه ؟

- قصدي لو انتي حاسه بأي حاجه ناحيه المقدم عمار أصرفي نظر عنها بدل ما قلبك يتكسر ! عمار مش بتاع حب ولا جواز ولا يفهم أي حاجه غير في شغله وبس ... لا عمره حب البنات ولا كان ليه علاقه مع واحده .. ومش معني أنه بيساعدك أو مهتم بيكي من الناحيه دي يبقي ده معناه انك تفسريه غلط وتتعلقي بيه .. هو بيساعد أي حد سواء راجل أو بنت لأن ده طبعه لكن حب وعلاقات لأ ...

تنهدت زينه پألم وأغمضت عينيها في ندم وكأن كل من حولها كان مدركا ويعرف شخصيه عمار المصري بأستثنائها هي ...

فتحت عينيها ونظرت إليه بجمود:

- وانت ليه بتقولي الكلام ده ؟؟

- عشان حسيتك غرتي عليه وعلي هديته لما سهيله لمستها وحسيت من كلامك انك بتحبيه فجيت احذرك مش اكتر

نفخت بضيق شديد :

- خلاص خلصت كلامك ؟ ... متشكره علي النصيحه لو سمحت سيبني بقه عشان عايزه انام ..

لم تدعه زينه يكمل حديثه معها حتي أسرعت من أمامه وعادت إلي غرفتها وألقت بنفسها علي السرير وأخذت تبكي في حزن وندم ....

لم تمضي بضع دقائق حتي وجدت هاتفها يدق ومع تلك الدقه اشټعل قلبها أيضا بالخفقان ، فتحت المكالمه ولكن لم تجد سوي صمت فقط .. صمت استمر لبضعه دقائق وأُغْلقت المكالمه ..

كانت زينه تعرف أن ذلك عمار ولكن لم تقوي علي التفوه بأي شئ وكذلك هو ، فقط أراد الأطمئنان عليها وهو يجاهد قلبه وعقله بأن لا يتحدث معها ويضعف أمام شوقه إليها ..

تلك المكالمه الصامته كانت كافيه بأن تجعلها تبتسم وهي تري أنه مازال يحبها ويريد أن يطمئن عليها حتي وأن كان بدون كلام ..

*****************************************

مر شهرا كاملا وخلالها قرأ أمير الفاتحه واتفق علي معاد خطبته علي أسراء حيث أنه ءأجل ذلك الأحتفال إلي أن تنتهي تلك الظروف التي يمر بها أصدقائه لأنه رفض أقامته الا بحضورهم جميعا ..

مر شهرا بأكمله بعد ذلك الوقت مضت الأيام يوما يليها الأخر وكل منهم منغمس بعمله محاولا بقدر استطاعته أن لا يفكر بالآخر .. ولكن الليل وما ادراك ما الليل

كانت تنتظر زينه تلك المكالمه الصامته علي احر من الجمر وهي لا تستمع الا صمته ، فكان كافيا عليها بأن تشعر بالأمان وتطمئن هي أيضا عليه ..

ولكن بداخلها تشتت وضياع وشوق ، شعرت وكأنها حُكِم عليها بأن تعيش اسيره أحزانها في بعده عنها ..
كان ېقتلها شوقها إليه ، تمضي ايامها في صمت وانعزال بمفردها لم تستطع أن تتعرف أو تصاحب أحدا ، أثبتت مهارتها بعملها أيضا وبات الجميع ينظر إليها بنظره خاصه ..منهم من كان يَغار منها والبعض الأخر من كان فخورا بها وبين ذلك وهؤلاء لم تكن تكترث لأي منهم ..

أصبحت هشه كورقه شجر جافه سقطت من الخريف ، كل يوم يمضي بها كانت تشعر بحاجته الشديده اليه ، بحاجه الي عناقه وحنانه .. بحاجه الي أن تستمع إليه وتتعارك معه علي اتفه الأشياء وهو يخبرها بأنها مجنونه ..

كانت دوما تتعجب كيف يغير المرء من شخصيته فجأه ولكن الآن لم تتعجب من ذلك حيث أنها ايضا فقدت تلك الشخصيه المرحه والمجنونه ولم تدري ما تلك الحاله التي تعيشها تلك الفتره ..وكأنها جسد فقط بلا روح

مر شهرا بأكمله وعلي يحاول كل يوم علي الاقتراب منها أو الحديث معها ولكن لم يجد منها سوي الجفاء وهو لا يدري ما سبب تلك الشخصيه العنيده ، كان متعجبا ايضا من شعرها الذي يشبه الرجال علي الرغم من نعومته وهو لا يدري لما قصته ولكن بالنهايه كان يعجبه كثيرا

شعر بأنها فريده من نوعها وكل يوم كان يتعلق بها أكثر عن اليوم الذي يسبقه وهو لا يريد فقط سوي ان تسنح له هي وتقربه منها

كانت بمكتبها ذات يوم وما أن انتهي دوام العمل في ذلك اليوم حيث انتهي باكرا ولا تدري ما السبب استمعت الي أحدهم يتحدث بأن عمار عاد مره أخري إلي الكتيبه حيثما أصدرت الطائرات صوتا مدويا وهي تهبط الي مقرها مره اخري

إنتفض قلب زينه في انفعال شديد وشوق وشعرت بأنها كادت أن ټنهار من شده شوقها إليه ولا تدري كيف سيتقبلها ؟ 
هل سيأتي لرؤيتها ام تذهب هي لرؤيته ، ولكنها تدرك بأن لا يجب أن تذهب هناك مره اخري وماذا ستقول له ..
شعرت بحاجتها الشديده للبكاء وأن ذلك المكان باكمل لم يتوفر به الهواء لكي تلتقط أنفاسها

لملمت أشيائها وخرجت مسرعه من ذلك المبني ولا تدري لما سحبتها قدمها الي البحر المجاور لمقر التدريبات الخارجي ..

جلست على أحدي الصخور المتواجده بداخل البحر وأخذت ترمق شعاع الشمس وهو يغيب وفجأه انطلقت في دوامه من البكاء الهستيري وهي لا تستطيع التحكم في انفعالاتها ولا پألم قلبها الذي كان ينتفض مع كل شهقه تخرج من روحها ..

لم تفكر بالأمر مطلقا وأخرجت هاتفها وقامت بالأتصال بذلك الرقم وما أن فتحت المكالمه حتي وصل إليها صوت شهقاتها وبكائها وخرج صوتها متقطعا ولم تدري لما فعلت ذلك وهي من أرادت الهروب :

- أنا ... عند .... البحر

أغلقت المكالمه وأخذت تهدي من روعها قليلا وهي لا تدري ان كان سيأتي إليها ام لأ ..

مضت بضع دقائق أخري واستمعت لصوت أحدهم يأتي من الخلف ، شعرت بنبضها يزداد بقوه وأخذت تسيطر علي أنفاسها بعدما شعرت بأنه خلفها ..

لم تمض ثوان حتي وجدته يمسك بيديها ويديرها إليها ، وما أن رأته حتي تملكتها دهشه كبيره وڠضب حينما لم تجده عمار ولم يكن سوي علي الذي ردد وهو مازال ممسكا بيديها:

- انا مش عارف ايه اللي انا بعمله ده ! مش عارف صح ولا غلط وحتي مش عارف رد فعلك هيكون ايه ؟ بس انا كنت مراقبك وشفتك وانتي جايه هنا .. حاولت كتير إني متكلمش معاكي وابعد نفسي عنك لكن مقدرتش يا زينه ...
زينه انا مش فاهمك ولا عارف انتي ليه كده ولا بتمري بإيه لكن اللي اعرفه ومتأكد منه اني معجب بيكي وبحبك .. معجب بذكائك وبشغلك ،، حتي معجب بشعرك اللي شبه الرجاله ده ومش عارف انتي ليه قاصاه كده ! 
مش محتاج غير انك تفكري وتديني فرصه اقرب منك وافهمك والله انا نيتي خير ولو وافقتي عليا أنا هطلب إيدك للجواز .....

كانت زينه في صډمه شديده مما كان يلقيه عليها وقبل أن تفعل أي شئ حتي وقعت عينيها علي عمار ووقع قلبها بين قدميها معه وهي تبرق عينيها ناحيته ...

في حين أضاف علي بحزن وشعر بأنه أخطأ في اتخاذ ذلك القرار المتهور :

- مالك يا زينه ؟؟ .... ساكته ليه ؟؟

أستمع لصوت من الخلف يجيبه :

- انا أقولك يا حبيبي هي ساكته ليه تعالي !

ولحد هنا والحلقه خلصت )): 
عارفه أن الحلقه صغيره ودي احسن من مفيش لأن مكنتش هنزل النهارده أعذروني ...
جماعه تفتكروا إيه رد فعل عمار 😂😂 
متنسوش الفوت ورأيكم وتوقعاتكم ..

تم نسخ الرابط