متي تخضعين لقلبي الفصل الثامن والعشرون

موقع أيام نيوز

لسماعها وخصوصا عندما طبع قبله مطمئنه فوق شعرها عادت لتستند برأسها فوق صدره مرة اخرى ثم قالت بحذر شديد
-نيرمين كانت هنا وزارتنى فى مكتبى ..
اجابها بنبره جامده مقتضبه
-عارف .. 
سألته بأندهاش
-عرفت منين !..
اجابها بنبره بارده
-مش لازم اكون معاكى عشان اعرف مين زارك ..
لم تكن تريد التطرق لمواضيع جانبيه لذلك اردفت تقول بترقب شديد
-طيب هى قالتلى حاجه .. انا مش عارفه هى صح ولا غلط بس هقولهالك عشان ارتاح ..
لم يعقب على حديثها لذلك اردفت تقول على مضض
-نيرمين بلغتنى ان نجوى اتفقت مع مدير الحسابات يديها نسخه من المناقصه الجديده بتاعتنا عشان تسلمها للشركه اللى بتنافسنا عليها .. عشان ټنتقم منك طبعا وتضربنا فى السوق ..
حبست انفاسها منتظره تعقيبه وعندما تأخر ابتعدت عنه قليلا حتى يتسنى لها رؤيته بوضوح وتستنبط اى شئ من ملامح وجهه ورغم جمود نظراته علمت انه يفكر مليا فى حديثها لذلك اردفت تضيف لاقناعه
-تمام .. انا متأكده انك مش بتثق فى نيرمين ومفيش اى سبب يخليك تثق فيها .. وانا كمان مش واثقه فى اى كلام قالته عشان كده جيت بلغتك بيه .. بس بصرف النظر كلامها صح ولا غلط احنا لازم ناخد احتياطنا ..
كانت كمن يتحدث إلى جدار صلب لذلك اخذت نفسا عميقا اخر ثم استطردت تقول
-فريد .. الله يخليك بلاش عناد فى الشغل .. انا هنا مش بكلمك فى اى حاجه خاصه ولا عايزاك تتعامل معاها .. بس ناخد احتياطنا ..
تحدث بعد فتره بكلمتين مقتضبتين
-انا هتصرف .. 
هتفت به معارضه ومصححه
-لا انت مش هتتصرف .. احنا هنتصرف سوا .. 
رمقها بنظره محذره وهو يهم فى التحرك من امامها فأسرعت تقول وهى تحاول ايقافه من ذراعيه
-انا عندى حل .. الا لو مش بتثق فيا ..
حدقها بنظره معاتبه وهو يعود ليستقيم فى وقفته فأردفت حياة تقول ممازحه لحثه على التحدث
-تمام .. عارفه انك مش بتحب تتكلم كتير بس ده ميمنعش انى بحب اسمع صوتك .. 
لمعت عينيه ببريق التسليه ثم قال بتهكم
-مانتى بتتكلمى عننا احنا الاتنين ..
شهقت حياة متصنعه الضيق وردت عليه بمرح
- انا مش هرد عشان انا فاهمه بتعمل ايه ومش هتعرف تشتت تفكيرى .. وعلى فكره بقى انت الوحيد اللى هتساعدنى انى اعمل عرض اسعار جديد .. عشان نلحق نقدمه .. 
سألها مستفسرا بتقطيبه تركيز
-هو ده الحل بتاعك !.. 
سألته بقله ثقه
-ايه مش عاجبك !.. 
عاد ليحتضنها ويضمها إليه قائلا بفخر واهتمام
-مش عاجبنى ازى وانا كنت هعمل كده .. بس ده هيكون ضغط عليكى ..
حاوطت وجهه بكفيها قائله بحماس
-مش هثق فى حد يعملك كده غيرى وبعدين طول مانت معايا وبتساعدنى مش هحس بتعب ..
عانقها بحب ثم قال بهدوء
-طب استعدى عشان نروح مش هينفع نشتغل فى الشركه هنا ..
هزت له رأسها موافقه وقفزت بحماس
مر اليومان التاليان على حياة وفريد كالجنون فقد واصلا الليل والنهار من اجل العمل على انجاز عرض الاسعار الجديد ومقارنته بما فى حوزه مدير حساباته للتأكد من تقديم عرض اسعار منخفض والفوز بتلك المناقصه الهامه تمطت حياة بأرهاق شديد وفخر ايضا بعدما قامت بمراجعه عرض اسعارها للمره الاخيره واطلعت فريد عليه لأخذ موافقته كعادتها ثم قامت بأخذ نسخه احتياطه على ذاكرتها المتحركه "فلاشه" وقامت بطبعه ورقيا استعددا لتسليمه غدا
سألها فريد بأهتمام وهو يقترب منها بعدما نظر فى ساعه يده
-حبيبى خلصتى ! الوقت أتأخر لازم ترتاحى شويه ..
اجابته وهى تتحرك من مقعدها لتقف قبالته
-مانت كمان سهران معايا ومش بتلحق ترتاح ..
بس عمتا انا خلصت خلاص ..
شعرت بالدوار يجتاحها من حركتها المفاجئه فترنحت للخلف قليلا وهى تمد يدها فى اتجاهه لتستند عليه تمسك بها فريد بقوه وهو يسألها بلهفه
-حياة مالك انتى كويسه !..
حركت رأسها بأيماءه خفيفه للغايه ثم اجابته بنبره هادئه رقيقه
-متخافش تلاقينى بس عشان قاعده من بدرى واتحركت فجأه .. 
زفر بضيق وهو يضغط فوق شفتيه قائلا بحنق
-انا مش عارف ليه بسمع كلامك .. طبيعى تتعبى وانتى يومين مش بتنامى كويس ومش بتاكلى كمان كويس ..
ابتسمت بسعاده من قلقه عليها رغم تأنيبه لها واحتقان ملامحه فتحركت تحتضنه بحب وهى تغمغم بأرهاق
-خلاص والله خلصت .. ممكن بقى نطلع عشان عايزه انام ..
انهت جملتها وشبكت ذراعيها فوق عنقه تتمسك به بدلال فى اشاره منها ليحملها ابتسم هو الاخر من فعلتها ووضع كفيه فوق خصرها ليرفع قدميها من فوق الارضيه قائلا بمرح وهو يسير بها نحو الدرج
-انا هعمل التمارين دى كل يوم ولا ايه ..
اجابته ممازحه وهو تريح رأسها فوق كتفه فلازالت تشعر بذلك الدوار يجتاحها
-بعوضك عن تمارينك الاساسيه اليومين دول .. 
اجابها بنبرته العابثه وهو يقترب برأسها منها
-بس انا البوكس وحشنى اوى ..
هتفت به محذره بدلال
-فريييييد .. انا تعبانه وعايزه انام ..
اجابها بحنق شديد وهو يدفع باب غرفتهم بقدمه
-عارف .. ما المناقصه الزفت دى جت على دماغى .. 
دوت ضحكتها عاليا من تذمره الطفولى والذى كانت تعشقه خصوصا بتقطيبه جبينه تلك والتى تصيبها بالجنون .
فى الصباح استيقظ فريد على صوت اهتزاز هاتفه الموضوع فوق الكومود بجواره ابتعد عنها قليلا ورفع ذراعه من فوقها ليلتقط به هاتفه ويجيب مساعده سأله فريد بصوته الناعس
-ايه الجديد !.. 
اجابه مؤمن بتفاخر
-زى ما حضرتك توقعت .. قدموا عرض أسعارنا القديم اللى احنا مقدمنهوش .. بس طبعا المناقصه رسيت علينا بالعرض الجديد ..
اغلق فريد هاتفه وهو يبتسم بأنتصار ويعود لاحتضانها مرة اخرى سألته حياة التى استيقظت قلقه بمجرد سماع صوته
-فريد طمنى !..
اجابها بأرتياح
-المناقصه رست علينا ..
ابتسمت حياة بسعاده ولمعت عينيها بفرح وهى تغمغم له بصوتها الناعس
-مبروك .. 
سألها فريد بأبتسامه عابثه
-مبروك كده حاف !! .. 
سألته بدلال
-أمال انت عايزها بأيه !.. 
اجابها بخبث
-هوريكى دلوقتى انا عاوزها بأيه ..
شعرت بذلك الدوار السخيف يعود إليها مرة اخرى وهمت بأبعاده عنها
 

تم نسخ الرابط