دلال
المحتويات
التهاني الحارة بمناسبة خطبتهم
كانت تقف بمكانها وهي تنظر لهم كيف منسجمين مع بعض وهم يردون كل مباركه ببتسامة لتلاحظ نظرات غرام العاشقة له
لم تشعر بنفسها ألا انه تم تغويش نظرها ودمعتها اخذت تشق طريقها على وجنتها ....تلك الوجنه التي كان يعضها ويداعبها ليلة أمس
اعطتهم ظهرها واخذت تمسح وجهها وهي تحاول الثبات لتتجه نحوه عندما وجدته يصعد الاستيج ليلقي محاضرته بعدما جلست غرام بمدرجات الاولى للقاعة
ليه يادلال
انت عارف اني ماذكرتش
رد عليها بكل جدية في قانون عندي لازم تحفظي مافيش تأجيل لأي امتحان ألا بتقرير طبي أنك كنتي عيانه
دلال بستغراب من طريقته الجاده معها
بس انا مش عيانه
يبقى تتفضلي تمتحني مع زمايلك
همست دلال بغيظبس انا كنت معاك
ظروفك العائلية احتفظي فيها لنفسك احنا هنا بالحرم الجامعي في قوانين وضوابط وتلتزمي فيها زيك زي غيرك ....ودلوقتي تفضلي على مكانك
ثم نظر للكل وهو يقول بعملية
يله اول خمس دقايق امتحان سريع وبعد كده هنبدي بالمحاضرة اليوم
عادت الى مكانها بخطوات خاملة كيف وبخها امام الجميع أخرجت ورقة وقلم وما ان اخذ يردد عليهم السؤال شفهيا حتى اخذت تكتبه بأختناق وهي تحاول ان تسيطر على ردت فعلها
أخذت تعصر الورقة بين أناملها بقوة ما ان رأتها يبتسم للاخرى بلطف ...ذلك الطف الذي كان خاص بها هي ....ها هي ترى من يشاركها به
نهضت من مكانها وهي تحمل كتبها ومتعلقاتها بطريقة غاضبة ثم ذهبت نحوه و وضعت الورقة على المنصه الخشبية الموجودة ليقترب منها بسرعة وهو يهمس لها بعدما عقد حاجبيه پغضب
نظرت له پحقد نابع من نيران قلبها واخذت تقول پحده ممزوجة پغضب
انا الي سمحت لنفسي ....عن أذنك
مسك يدها بالخفية ليمنعها من الذهاب وهو ينظر للطلبه ثم عاد بنظره لها وهو يهمس برفض ليما تفعله
عن أذنك ااااايه ده في محاضرة لسه هتبدي
مش مهم سجلني غياب ....قالتها بلامبالاة مصطنعة وهي تسحب يدها منه ثم تركته وخرجت ليغلي الاخر پغضب كالبركان من ما حصل
هو في مشكلة دلال مالها خرجت كده ليه
تشنج فكه وقال برد مختصر عيانه
ااااه قولتلي عيانه لااا اذا كان كده سلامتها
ابتسم لها بمجاملة وهو يعتصر كف يده بكل قوته
ولكن سرعان ما ارتدى قناع الجمود وفصل غضبه عن عمله وقال بهدوء مخيف
أما في الخارج عند دلال كانت تمشي بالحديقة وبين الحين والاخرى تنزل دمعتها لتمسحها بسرعة ترفض البكاء كيف يقلل منها أمام تلك الحرباء
جلست على مسطبة خشبية ورفعت رأسها نحو السماء وبدأت بسحب الأوكسجين الى داخل رئتيها بقوة
هذه هي عادتها كلما ضاقت عليها الأرض بما رحبت ترفع نظرها للسماء وتدعي من خالقها القوة والصبر للستمرار
فهي تعلم كلما ضاقت حلقاتها وأستحكمت فرجت
ولكن الامر يتطلب الصبر والقوة لاتعرف ماذا مصيرها وماذا تواجه بحياتها من صعوبات ولكنها على يقين بأن ربها سيقدم لها الخير بكل خطوة
.....رب الخير لا يأتي ألا بالخير .....
كانت تردد هذا بداخلها لتخرج من أزمة افكارها تلك على صوت شخص مألوف يجلس الى جانبها وهو يقول بمرح
هو انا كل ما اشوف القيكي بتبصي للسما
وعندك أزمة تنفس
التفتت نحو المتكلم لترفع حاجبيه بذهول
أحمد
حلوووو اوي انك حفظتي اسمي
انت بتعمل ايه هنا !
غرام طلبت مني اوصلها عشان تشوف شهم
وكنت ناوي امشي بس قولت اخدلي لفه كده
اشوف جمال المكان واعيد ذكريات لما كنت طالب
طب استأذن انا وانت كمل لف ...قالتها وهي تنهض تريد البقاء لوحدها الا ان الاخر اعترض وبشدة
لااااا والله ابدا لازم نشرب حاجة
دلال بأستنكار لما سمعت منه نعم !!!!
اعزمك على حاجة نشربها
ردت عليه بنزعاج وتعزمني بأمارت ايه ....انا معرفكش
انا اخو غرام انتي نسيتي !
وأن يكن يعني ده مبرر اني اخرج معاك
خلاص ياستي انا اسف واعتذر طب مشيها اي حاجة جوا الجامعة اعتبريني ضيف واعزميني انتي
نظرت دلال بتردد الا انها قالت بأخر المطاف
ماشي
ابتسم لها وهو يقول اخيرا وافقتي ...تفضلي
اخذ يمشي معها نحو الكافتيريا الخاصة بالقسم الألسن وهو يحاول بكل جهده ان يرى ابتسامتها وضحكها لا ينكر أعجابه الصريح بها من اول مره رأها فيها عندما ذهبوا لبيت شهم قبل الخطوبة
ليمر الوقت عليهم دون ان يشعروا بذلك
أما عند شهم ما ان خرج من المحاضرة حتى اخذ يتصل بها كثيرا ولكن ....لا رد
لتقول غرام يمكن روحت ونامت من تعبها
شهم برفض هذه الفكرة
مستحيل ترجع لوحدها
المستحيل بالأيام دي يبقى ممكن
نظر لها بضيق داخلي ثم زفر انفاسه بقوة وهو يتصل بوالدته ليرى هل هي بالفعل قد عادة لوحدها ام لا ولكن وجدها تقول له
انا عملتلكم ورق عنب الي بتحبوا ماتتأخروش
حاضر يأمي ...قالها وهو ينهي المكالمه ليتوجه نحو الكافتيريا وما ان ډخلها حتى اخذ يمشط المكان بنظره بحثا عنها
الټفت بسرعة عندما وجد غرام تقول
اهي ....قاعدة هناك اهي ...اااايه ده ...ده احمد معاها كمان
اخذ ينظر نحوهم وهو يقترب منهم ليجدها تضحك من كل قلبها مع ذلك الساذج
تضحك !!!! مع غيره وتجالس غيره وتحادث غيره
وقف امام طاولتهم ملتزم الصمت فهو يقسم بأنه لأول مره بحياته سيفقد تعقله بسببها
اهلا ابو نسب ....قالها احمد وهو ينهض بسرعة ويصافحه اما شهم نظر له ولكن سرعان ماعاد للنظر لتلك التي تجاهلته ولم ترفع عينيها نحوه
غرام لاخيها ماقلتليش يعني هتفضل هنا
فكرت انك مشيت لما وصلتني
انا فعلا كنت همشي بس حبيت استكشف المكان
بالصدفة شفت دلال فرخمت عليها وخلتها تعزمني
والوقت اخدنا
الډماء اخذ تفور بأوردته من ماسمع لينطق اخيرا
بهدوء يحسد عليه موجها كلامه لها
بقالي ساعة بتصل عليكي مابترديش ليه
فتحت دلال حقيبتها ونظرت الي شاشة هاتفه لتقول باللامبالاة بعدما وجدت ٩ مكالمات فائته
سايلنت ماسمعتهوش
طب يله نمشي
لو انت مشغول انا ممكن اوصلها ....ما ان قالها احمد حتى الټفت له شهم ثم عاد لصغيرته وهو يقول بنفاذ صبر
يله يا دلال
وبالفعل نهض لتذهب معه لتجد احمد يمد يده لها ليصافحها والابتسامة تزين وجهه البشوش وهو يقول مرسيى اوي انك رضيتي اني ارخم عليكم الساعتين دول
مدت دلال يدها له ألا انها تفاجئت عندما مسك شهم يدها وأنزلها وهو يعتصر كفها بين انامله بقوة شديد من غيضه منها ليصافحه هو بدلا عنها بيده الاخرى ثم تركهم على الفور وذهب وهو يسحبها خلفه بهدوء كاذب
نمشي....قالها احمد بأحباط من تصرفات شهم معه الا انه وجد اخته تلحق بهم بعدما قالت له
بستعجال
لالا انا هروح معاهم البيت حماتي عزمتني
ع الغدا
اخذ تمشي بسرعة وما ان وصلتهم حتى قالت
انا قررت اجي اتغدا معاكم اصلي سمعت ان ماما شيماء عاملة ورق عنب وانا بصراحة بحب اكلها
كانت تتكلم وتتكلم ولم يرحب بها احد وما ان وصلوا الى السيارة حتى سبقت الجميع وفتحت باب المجاور للسائق لتصعد هي الى
متابعة القراءة