سند الكبير الفصل الأول

موقع أيام نيوز

الچحيم على الأرض...
ابتسمت تلك السيدة الأربعينة لسناء بشفقة كبيرة حاولت اخفائها قدر المستطاع هذه الصغيرة تخطو بنفسها إلى كفر الكبير و يا عالم ماذا سيحدث هناك أشارت الي جوارها قائلة 
_ تعالي يا وعد اقعدي جانبي هنا و أستاذ محمد يبقى يقعد جنب السواق نفسي أشوف اللي خطڤ قلبك يا بنتي...
ضحكت وعد بمرح مردفة 
_ بيجيب الشنط أصلها كتير شوية المهم دلوقتي يا ست سناء إن الكبير مش في الكفر مسافر زي ما قولتي كام شهر أدبر فيهم أموري و أمشي...
ارتبكت ملامح الأخرى إلا أنها أردفت بهدوء 
_ طبعا يا وعد فين بقى جوزك عايزين نمشي...
أشارت وعد إلى محمد القادم على بعد مسافة قليلة منهما قائلة 
_ أهو هو ده محمد يا ست سناء...
ها هي سناء تأخذ أكبر صدمة بحياتها بعدما وقعت عيناها على محمد أغلقت عينيها عدة مرات تحاول استيعاب و فهم ما تراه من هذا محمد!...
عودة مرة أخرى إلى الكفر... 
الساعة الثانية إلا ربع ظهرا..
بمنزل الكبير دلفت إمرأة تخطت السبعين عاما إلا أنها مازالت تتحلى بالجمال و الصحة السيدة حكمت جدة سند و سيدة الكفر ضړبت بعصاها الأرض لينتفض من بالمكان وقف الجميع انتباه لتقول هي بقوتها المعتادة 
_ باقي ربع ساعة على وكل السيد سند الكبير مش عايزة غلطة واحدة تمنها رقبة حد فيكم يلا همي منك ليها خلينا نشوف ورانا إيه...
الساعة الثانية ظهرا بالدقيقة كان يجلس على طاولة الطعام بالمقعد الكبير و بالمقابل له جدته يأكلان وحدهما كما اعتادا و باقي العائلة يفضلوا الغذاء بوقت متأخر...
نظر إلى جدته بهدوء قبل أن يبدأ طعامه بصمت يقرأها مثلما اعتاد على قراءة الجميع تراقبه و تعلم بخطته و ربما تريد إيقافها ساد الصمت لدقائق حتى قطعته السيدة حكمت مردفة 
_ رايد إيه من بنت إسكندرية تاني يا سند الكفر كله عشان تحوم حواليها و تغصبها ترجع!..
ترك قطعة فخذ الدجاجة من يده قبل أن ينظفها بالمنديل الموضوع بجواره قائلا ببرود 
_ كيفي كدة يا حاجة وعد لازم تبقى تحت عيني و أمري كمان والا المراقب بتاعك مقالش ليكي أنا رجعتها ڠصب زي ما بتقولي ليه...
تركت الأخرى طعامها وعد فتاة بريئة بينها و بين حفيدها فرق مثل الفرق بين السماء و الأرض الماء و الڼار تغيرت ملامحها باعتراض قائلة 
_ مين قالك إني براقبك أنا هنا الكبيرة زي ما أنت الكبير يا ولد الغالي ابعد عنها و طلعها من دماغك أنا مش هسمح إنها تتحط وسط حريمك اللي كل ما واحدة تغلط تطلق و يبقى عقابها تعيش باقي عمرها في زنزانة تحت الأرض كفاية ظلم بقى...
تغيرت معالم وجهه بشكل مخيف لدرجة برزت بها عروق عنقه إلا أنه عاد إلى طبيعته باللحظة الثانية وضع المنديل على الطاولة قبل أن يقوم من مكانه مقبلا رأس جدته بهدوء قائلا بنبرة صادقة 
_ مش سند الكبير اللي يبقى ظالم يا حاجة بالعكس أنا بجيب حق المظلوم و لو في واحدة من الحريم دي مظلومة مكنش هيبقى مكانها تحت الأرض زي ما قولتي عن إذنك...
تمسكت حكمت بيده تمنعه من الذهاب عاد بعينه إليها ليجدها تبتسم إليه بحنان و ثقة مردفة 
_ انا عارفك يا غالي يا ولد الغالي بس وعد لا دي فيها روح كل اللي بنحبهم اوعدني تبقى سند ليها زي ما أنت كدة مع الكل...
وضع كفه على رأس جدته قائلا 
_ القرار ده في ايدها
تم نسخ الرابط