سند الكبير الفصل الأول

موقع أيام نيوز

استيعاب قائلة 
_ يعني ايه يا صافية كلامك ده عايزاني أروح أشتغل في كفر عند واحد رافض شغل الستات ده كلام!...
حدقت بها صافية لعدة لحظات لا تعرف كيف تقنعها و هي نفسها غير مقتنعة و لكن ما باليد حيلة أخذت نفس عميق قبل أن تجيبها بهدوء 
_ و أنا أعمل فيكي ايه يعني روحتي ضړبتي الدكتور خالد زميلنا و اترفدتي من المستشفى و مفيش مستشفى راضية بيكي دلوقتي كله منك و من لسانك و أيدك وعد أنتي مش بس هتروحي كفر عتمان الكبير أنتي كمان تنسى خالص موضوع إنك ست ده...
حركت رأسها بفهم مفتوح تريد منها الفهم بشكل أكبر لتكمل الأخرى حديثها بتوتر 
_ هتروحي على إنك راجل زي فيلم للرجال فقط كل حاجة هتكون جاهزة تعملي نفسك راجل و تشتغلي دكتورة للرجالة اللي شغالة معاه زي الطوارق كدة لحد ما....
قاطعتها وعد بسخرية 
_ لحد ما إيه!.. يعرف و أروح أنا في داهية مش كدة... أنا مستحيل أقبل بالجنان ده....
بعد مرور أسبوع واحد كانت تنظر إلى هيئتها في المرايا اليوم أول يوم لها تحت مسمى الطبيب شاكر ابتسمت على حالها بسخرية بالفعل مظهرها كوميدي و ربما مكشوف أمام الأحمق شارب كبير خصلات رجولية مستعارة واضحة مثل الشمس و فوق كل هذا و ذاك حواجب مثل فرشة الأسنان بالإضافة إلى ذقن تصل إلى مقدمة صدرها...
خرجت من الغرفة لتجد صديقتها تكاد ټنفجر من الضحك قائلة بصعوبة من بين ضحكاتها 
_ بجد يا وعد شكلك مسخرة أنا مش قادرة أخد نفسي من شكلك بس كدة زي الفل يا بت مش باين أي حاجة من ملامحك باقي بس صوتك حاولي يبقى خشن بلاش سهوكة بدل ما تشرفي على الأسفلت...
رفعت حاجبها ساخرة قبل أن تحمل حقيبتها مردفة و هي تتجه إلى باب المنزل 
_ دمك زي الزفت مش خفيف خالص على فكرة يلا قدامي خليني ألحق القطر و اغور في ستين داهية من وشك...
أربع ساعات مروا عليها مثل الأعوام قلبها يحثها على العودة إلى بيتها تنعم هناك بالأمان و الدفيء و عقلها يأمرها بتكملة هذا الطريق الذي بدأته لتأتي بالمال فحتى بيتها الدافيء لا تستطع العيش به دون مال...
نظرت إلى المكان حولها بتوتر من أول خطوة لها بهذا الكفر سؤال واحد يدور برأسها أين نساء هذا المكان!.. اقتربت من أحد الرجال قائلة بنبرة حاولت أن تجعلها رجولية بقدر المستطاع 
_ فين بيت سند الكبير لو سمحت!...
انتفض الرجل من مكانه قائلا 
_ بيت سي سند عايزه ليه يا أخ...
_ أنا الدكتور الجديد و محتاج العنوان مش أكتر اهدى حضرتك متوتر ليه!...
سار الرجل أمامها مردفا بړعب 
_ أنت الحكيم الجديد الله يكون في عونك يلا أوصلك على أول شارع البيت الكبير و كمل أنت ممنوع حد من أهل الكفر يدخل شارع البيت الكبير...
بعد هذا الحديث تمنت لو بقدرتها العودة و كأن شيئا لم يحدث تركها الرجل على أول هذا الشارع الطويل لتبدا رحلتها لهذا المنزل شعرت ببعض الأمان مع سماعها إلى أذان العشاء تؤكد لنفسها أن الله معها أردفت بداخلها بذهول من هذا المنظر الخاطف للأنظار 
_ يا الله على الجمال معقول ده بيت عادي جوا قرية في الريف!...
سمعت صوت كلاب خلفها لتدور بجسدها صاړخة بفزع قبل أن تلقي بنفسها بأحضان هذا الغريب صاړخة 
_ يا مامي كلاب....

تم نسخ الرابط